أبرز المعالم السياحية في الإكوادور .. عندما تتلاقى حضارة الإنكا مع الإمبراطوريات الإسبانية!

بقلم أسامة عبد العزيز

● ١١ يوليو ٢۰١٩

أمريكا الجنوبية

تعد الإكوادور واحدة من أكثر الدول روعة في أمريكا الجنوبية، ورغم كونها صغيرة الحجم إلا أنها تتمتع بمجموعة من الثقافات الأصلية والهندسة الإستعمارية والمناظر الطبيعية الخلابة والغابات المطيرة الكثيفة. يجذب هذا البلد الجميل المتاخم لكولومبيا وبيرو والمحيط الهادئ المتسلقين والمتنزهين والمغامرين ومحبي الطبيعة إلى غاباتها الخصبة ذات الأهمية البيئية، وكذلك مراقبو الحياة البرية في جزر غالاباغوس الشهيرة، ومحبي الشمس على شواطئها الاستوائية البكر. كانت الإكوادور جزءًا من كل من الإنكا والإمبراطوريات الإسبانية لاحقًا والتي لا تزال تعرض العديد من التأثيرات من كلا الفئتين الطبيعية والحضرية، وعلى الأخص الثقافة الغنية لشعبها والهندسة الإستمعمارية الرائعة للعاصمة كيتو، والتي تم إعلان الكثير منها كمواقع تراث عالمي لليونسكو.

1. جزر غالاباغوس

منذ “اكتشافها” في القرن السادس عشر، تثير جزر غالاباغوس اهتمام الزوار وإلهامهم من جميع أنحاء العالم. يعتبر موقع التراث العالمي لليونسكو، موطنا لنظام بيئي فريد تطور إلى حد كبير دون تأثيرات خارجية (يقع البر الرئيسي في الإكوادور على بعد حوالي 1000 كيلومتر إلى الشرق) ويوفر فرصة استثنائية لمشاهدة الحياة البرية. لا تزال جزر غالاباغوس واحدة من أكثر المناطق البركانية نشاطًا في العالم، ولا يزال تكوين الجزر قيد التقدم. تم إعلان معظم الجزر الكبيرة البالغ عددها 13 جزيرة، وست جزر صغيرة، و42 جزيرة تتألف من جزر غالاباغوس جزءًا من متنزه غالاباغوس الوطني في الخمسينيات من القرن الماضي، ولا يمكن القيام بزيارة هذه النظم الإيكولوجية الهشة إلا كجزء من جولة بصحبة مرشد إلى مواقع الزوار المحددة (ومع ذلك، هناك منطقة أو منطقتان يمكن للزائرين الذهاب بدون دليل، بما في ذلك بعض المناطق الشائعة لدى الغواصين). تتمثل عوامل الجذب الرئيسية هنا في العديد من أنواع الطيور، منها 28 جزيرة فريدة من نوعها، بما في ذلك بطريق غالاباغوس، والغاق بدون طائر، وطيور القطرس الملوّثة، والأنواع الـ 13 من طيور داروين الشهيرة. نصيحة سريعة: تأكد من حجز زيارة من وراء الكواليس إلى محطة تشارلز داروين للأبحاث في بويرتو أيورا في جزيرة سانتا كروز.

جزر غالاباغوس

2. كيتو: عاصمة الأنديز التاريخية في الإكوادور

تقع كيتو، عاصمة الإكوادور في أعالي جبال الأنديز، وهي مليئة بالهندسة الاستعمارية وأكبر مركز تاريخي في أمريكا الجنوبية. تم الحفاظ عليها كموقع تراث عالمي لليونسكو مع العديد من الكنائس القديمة والساحات العامة الجميلة والمتاحف ذات المستوى العالمي، لطالما كانت المدينة مفضلة لدى الحرفيين وهي مكان رائع للتسوق للفن والحرف المحلية، ذلك من السيراميك والمنحوتات الخشبية إلى الملابس الملونة. أكثر أماكن الجذب شهرة في مركز كيتو التاريخي هي كنيسة سان فرانسيسكو في بلازا سان فرانسيسكو التي يعود تاريخها إلى النصف الأول من القرن الخامس عشر الميلادي. يحيط برجي الكنيسة ذات اللون الأبيض جانبي لمدخل هذا المجمع الضخم، ويشتهر بتصميمه الداخلي الباروكي الرائع، متحف كونفيننت أو سان فرانسيسكو شهير بلوحاته الدينية ومنحوتاته والخزف والمنسوجات والأثاث المصنوع يدويًا. تشمل الكنائس الجميلة الأخرى التي يجب زيارتها، كنيسة لا كومبانيا دي خيسوس، التي شُيدت في أوائل القرن السابع عشر وأدرجتها اليونسكو باعتبارها واحدة من أفضل 100 مبنى في العالم، وكاتدرائية كيتو، باسيليكا ديل فوتو ناسيونال، التي شُيدت في ستينيات القرن السادس عشر. تأكد من استكشاف بلازا غراندي، وهي ساحة جميلة تحيط بها الكاتدرائية والقصر الرئاسي وقصر رئيس الأساقفة وقصر البلدية، وكذلك شارع كالي لا روندا، وهو شارع مزدحم تصطف فيه المطاعم والمقاهي والمعارض الفنية وغيرها من وسائل الترفيه.

كيتو

3. كوينكا

تقع وسط مدينة كوينكا الجميلة ، والمعروفة رسميًا باسم Santa Ana de los cuatro ríos de Cuenca، في جنوب الإكوادور وهي مدينة ممتعة لاستكشافها سيرًا على الأقدام. تم تصنيف المدينة كموقع تراث عالمي لليونسكو، وهي تتميز بالتأثيرات الاستعمارية الرائعة والكنوز المعمارية التي تمتد على مدار 400 عام وتشمل العناصر الإسبانية والهندية. يقع وسط المدينة التاريخي أيضًا حيث تقع العديد من مناطق الجذب الرئيسية في كوينكا، ومن أهمها كاتدرائية كوينكا القديمة (Iglesia del Sagrario)، التي بنيت عام 1567 من الحجارة المأخوذة من مباني الإنكا القريبة. وتشمل معالمها ساعة البرج من عام 1751، ومتحف الفن الديني. كما تستحق كاتدرائية نيو كوينكا الضخمة الزيارة، التي بنيت في الستينيات والتي من الصعب تفويتها بسبب قبابها الثلاثة الجميلة المزينة بالبلاط الأزرق. تستحق كنيسة سان سيباستيان بمزيجها من العناصر القوطية والكلاسيكية الحديثة رؤيتها. أثناء تجولك في الشوارع الضيقة الممتعة في كوينكا، تأكد من قضاء بعض الوقت في استكشاف العديد من الساحات والحدائق، بما في ذلك حديقة كالديرون في قلب المدينة القديمة؛ ساحة بلازا سان بلاس، التي تهيمن عليها كنيسة سان بلاس؛ وبلازا دي سان فرانسيسكو مع تجارها الذين يبيعون المنسوجات وغيرها من السلع.

كوينكا

4. متنزهات كوتوباكسي و كاجاس الوطنية

يقع اثنان من المنتزهات الوطنية الأكثر شهرة في الإكوادور، كوتوباكسي و كاجاس على مسافة قصيرة بالسيارة من مدينتي كوينكا وكيتو للقيام برحلات يومية رائعة. من بين الاثنين، تعد حديقة كوتوباكسي الوطنية، على بعد 50 كم فقط جنوب كيتو، وهي شهيرة بفضل بركان كوتوباكسي الضخم (والذي لا يزال نشطًا) الذي يسيطر على المنطقة، إلى جانب بركاني Rumiñawi و Sincholagua الأصغر. تقع حديقة كاجاس على بعد حوالي 30 كم من كوينكا في المرتفعات المذهلة في الإكوادور، وتقدم تجربة مختلفة بسبب التلال والوديان العديدة، مما يجعلها مكانًا مثاليًا لرياضة المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات. إنها أيضًا فرحة لعشاق الرياضات المائية، وخاصة التجديف بالقوارب والزوارق، وذلك بفضل أكثر من 270 بحيرة وبحيرات تغذيها الأنهار الجليدية. أخيرًا، تقدم حديقة بودوكاربوس الوطني، والتي يشار إليها غالبًا باسم “الحديقة النباتية الأمريكية”، مجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات. في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، تضم الغابات الجبلية الرطبة أكثر من 4000 نوع من النباتات والأشجار (بعضها يصل طوله إلى 40 متراً) ، بما في ذلك سينشونا الشهيرة ، الشجرة الوطنية للإكوادور.

متنزهات كوتوباكسي و كاجاس الوطنية

5. الممرات في غواياكيل

كونها أكبر مدينة في الإكوادور من حيث عدد السكان، فيعرف ميناؤها غواياكيل المطل على المحيط الهادئ باسم بوابة جزر غالاباغوس. وبالإضافة إلى العديد من المواقع التاريخية، تفتخر غواياكيل بأماكن التسوق والترفيه الرائعة في العديد من الميادين والساحات الخلابة، وعلى طول الواجهة البحرية الرائعة. أهم ما يميز أولئك الذين يستمتعون بالاستكشاف سيراً على الأقدام هو ماليسون 2000 الرائع، وهو ممر طوله كيلومترين ونصف ومتاخم لنهر جوياس. كونه ومما لا شك فيه أحد أهم المتنزهات في العالم التي لا تنسى، فهذا المشروع الحضري الرائع يمتد على طول الساحل الغربي للنهر مروراً بالعديد من أفضل مناطق الجذب في المدينة، بما في ذلك المواقع التاريخية الهامة والحدائق والمتاحف ووسائل الترفيه. للحصول على علاج حقيقي، خذ قاربًا في رحلة مسائية على ضفاف النهر، عندما تضاء المدينة الجميلة. تشمل المعالم البارزة الأخرى كاتدرائية غواياكيل متروبوليتان الرائعة ومتحف أنتربولوجيكو إي آرتي كونتيمبوريانو مع عروضه الرائعة ومجموعاته التي تركز على الثقافة والتاريخ الغني بالبلاد.

الممرات في غواياكيل

6. ناريز ديل ديابلو: أنف الشيطان

يجب أن تكون زيارة ناريز ديل ديابلو الجميلة ضمن قائمة الجميع. سواء كنت من عشاق القطار أم لا، فإن هذا الجزء المذهل من جبال الأنديز بالقرب من بلدة ألاوسي يُرى على أفضل خط للسكك الحديدية والمحدث بشكل رائع في البلاد، وهو جزء من شبكة تمتد عبر البلاد إلى بعض مواقعها الأكثر جمالًا. لا شك أن رحلة العودة التي يبلغ طولها 12 كيلومتراً إلى ناريز ديل ديابلو هي واحدة من أكثر الرحلات شعبية وتشمل رحلة مشاهدة معالم المدينة الرائعة على متن قطار يتعرج من خلال عدد من المحولات الخلفية أثناء صعوده إلى الجانب العمودي القريب من الجبل إلى محطة المشاهدة في قمته. ستتاح لك الفرصة للتعرف على ثقافة جبال الأنديز الغنية، بما في ذلك زيارة متحف بونانا كوندير بعروضه المتعلقة بالسكان الأصليين في المنطقة.

ناريز ديل ديابلو

7. الينابيع الساخنة في بانيوس

بفضل محيطها الجميل والينابيع الساخنة العديدة، تعد بلدة بانوس دي أجوا سانتا الصغيرة وجهة سياحية شهيرة في وسط الإكوادور. في الطرف الغربي لحوض الأمازون تقع بانوس بين الغابات الكثيفة وتيوفر العديد من الفرص الترفيهية بما في ذلك المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات في الجبال. لكن عنصر الجذب الكبير هو ينابيعها الحارة الغنية بالمعادن والعديد من الشلالات، بعضها يمكن الوصول إليه من المدينة عبر سلسلة من الممرات الممتعة التي تضم جسور حبال مع مناظر رائعة على الشلالات وحمامات السباحة العميقة. الرياضات المغامرة مثل ركوب الرمث في المياه والتجديف بالكاياك تحظى بشعبية ايضاً هنا. تشمل المزيد من متع الحياة زيارة المعالم السياحية مثل كنيسة فيرجين دي أغوا سانتا مع تمثال ماري الشهير (يُزعم أنها ظهرت في أحد شلالات المدينة) والتسوق للبضائع المحلية مثل الببغاوات البلسا الملونة بينما تستمتع بـ “ميلكوتشا” الشهيرة في المدينة “نوع من الحلوى المصنوعة من قصب السكر”.

8. سوق أوتافالو

تقع مدينة أوتافالو الخلابة في وادي لطيف تحيط به الجبال. عنصر الجذب الكبير في المدينة هو سوقها الممتاز حيث يأتي السكان المحليون والسياح على حد سواء لشراء السجاد والبطانيات المصنوعة محلياً والملونة والسترات الصوفية والحقائب وغيرها من منتجات الصوف التي صنعها سكان أوتافاليوس الأصليون. العناصر البارزة الأخرى هي مجوهرات تاجوا الفريدة، والسلع الجلدية، والأزياء المحلية، وكذلك العديد من المواد الغذائية المثيرة للاهتمام ولا سيما التوابل المنتجة محليا. إذا كنت تزور في شهر يونيو، فتأكد من زيارة مهرجان الموسيقى “إنتي رايمي” الشهير الذي يضم العديد من الموسيقيين المحليين بأدواتهم وأصواتهم المميزة.

سوق أوتافالو

9. اكتشاف الوصول إلى منطقة الأمازون العليا في تينا

إنه مكان ممتاز آخر يمكنك من خلاله تجربة معايشة حوض الأمازون الواسع، هي مدينة تينا عاصمة مقاطعة نابو، التي بشهرتها كعاصمة نبات القرفة في الإكوادور، فقد تم تأسيسها على يد المبشرين بعد فترة ليست طويلة من وصول الأسبان إلى أمريكا الجنوبية وهي وجهة شعبية متزايدة للمسافرين بسبب العديد من الفرص المتاحة للمغامرة. المعالم البارزة هنا هي الرحلات الاستكشافية في الغابة إلى الأمازون، إلى جانب الرحلات النهرية الممتعة بما في ذلك ركوب الرمث في المياه البيضاء والتجديف بالكاياك والتجديف، تفتخر تينا أيضًا بجسر للمشاة الرائع والبرج العالي فوق نهر تينا الذيي يوفر مناظر رائعة للمدينة.

نهر تينا

10. شواطئ ساليناس، باهيا، ومونتانيتا

بينما تشتهر الإكوادور بالسياحة البيئية وفرص السفر حيث المغامرة، إلا أنها تفتخر أيضًا بعدد من الشواطئ الجميلة التي تستحق الزيارة، سواء لقضاء عطلة قصيرة لمشاهدة معالم المدينة أو كقاعدة لقضاء فترة أطول للاستمتاع بالشمس والرمال والإجازة البحرية. باعتبارها واحدة من أكثر المناطق شعبية، بسبب منتجعاتها الشاطئية العديدة، فمدينة ساليناس الساحلية، غرب مدينة غواياكيل الصغيرة تتميز أيضاً بمناخ دافئ على مدار السنة. تحظى أيضاً مدينة باهيا دي كاراكيز الساحلية المطلة على المحيط الهادئ في شبه جزيرة جميلة باتجاه إلى المحيط. تجذب باهيا العديد من السياح بشواطئها الجميلة، والعديد من الفنادق، والمشهد الترفيهي النابض بالحياة. هناك منطقة شهيرة أخرى لا سيما بين الشباب والمسافرين الصغار، وهي مونتانيتا في المنطقة الساحلية الجنوبية من البلاد.

شواطئ ساليناس، باهيا، ومونتانيتا