البوسنة والهرسك جوهرة سياحية أخرى مخفية في أحضان القارة الأوروبية بانتظار من يكتشفها

بقلم أيمن الشعشاعي

  ●   ١٣ أغسطس ٢۰١٨

أوروبا

عندما تأتي البوسنة في الشمال، والهرسك في الجنوب، يكونان معًا شقّي وطن واحد، دولة ساحرة في جنوب شرق أوروبا، وجهة سياحية أخرى من جواهر القارة الأوروبية.

ولكن أولًا دعونا نوضح أن أحيانًا ما يتم اختصار اسم هذا البلد إلى “BIH”، وأنه على الرغم من كل تلك الجبال الوعرة التي تخالها، ومرتفعاتها المغطاة بالثلوج من جبال الألب الدينارية، إلا أنها تحتوي العديد من مناطق ووجهات السياحة الخلابة التي قد تقضي فيها لحظات وأقات مختلفة في أوروبا.

نعم عزيزي القارئ نرشدك مرة أخرى لواحدة من جواهر القارة الأوروبية النفيسة، فمن نهر أونا الجميل وبلدات مثل موستار وستولاتش حيث العثمانية والبيزنطية والرومانية والبلقانية، ومن المناطق النائية البرية إلى العاصمة الصاخبة المزدهرة على طول الطريق تحاول أن يظهر هذين النصفين أجمل ما لديهما من مشاهد سياحية خيالية.

١

سراييفو العاصمة

ببساطة مميزة، صاخبة، وتصنف على أنها أكبر مدن الجمهورية، بل واحدة من العواصم الفريدة للثقافة في أوروبا، وتشتهر بطعامها اللذيذ، ومناظرها الطبيعية الجبلية المحيطة بها، ويعكس سكانها المحليين الطيبة والروح الصلبة القوية.

وهي مدينة ساحرة تقع في واد يلف قلبها ويظهر ندوبها على مبانيها، وغالبا ما يتم الاستشهاد بهذه المدينة البلقانية كمكان يلتقي فيه الشرق بالغرب، رغم كونها كانت منطقة حرب مدمرة! فلا يزال يمكنك ان تشاهد علامات القتال والصراعات الصاخبة خلال التسعينات بين أروقة المدينة.

إلا انها تتضمن المطاعم التركية يصفها الزوار بأنها “عطرية”، وتعج ببازرات ساحرة، وحدائق مدينة جميلة وجسور حجرية مقوسة، كلها مدعومة بمتاحف فنية حديثة، ومهرجانات موسيقى الجاز وأكثر من ذلك ستجده هناك عزيزي المغامر.

٢

قرية جبل لوكومير – لوكومير الجبلية

يمكنك أن تقول إنها قرية جبلية سحرية، حيث يتم الحفاظ على أسلوب الحياة البوسني التقليدي للغاية، وهي ليست معزولة كما كانت في السابق؛ بسبب زيادة شعبيتها وتزايد أعداد منظمي الرحلات السياحية الذين يقدمونها خلال رحلة تستغرق يوم واحد من سراييفو العاصمة، وبالتأكيد، ستعيش تجربة لا يمكنك العثور عليها في أماكن أخرى عديدة في بلدان أوروبا.

 

٣

حديقة “سوتيسكا/سوتجيسكا” الوطنية

حيث يمكنك مشاهدة الخيول البرية، والمعالم اليوغسلافية غير التقليدية، والغابات البدائية، وكذلك يمكنك المشي لمسافات طويلة، أو حتى اعتلاء أعلى قمة في البوسنة والهرسك هناك لمشاهدة المعالم والمناظر الخلابة المحيطة من الأعلى.

 

٤

مدينة “كونيتش/كونيتس”

هي مدينة جميلة، وهي موطن “لستارا كوبريجا”، أو يمكنك أن تدعوه” ستاري موست”، أو حتى يمكنك أن تقول عليه “جسر موستار”، وهو جسر قوسي أثري قديم، يمثل واحدة من أبرز المعالم السياحية في البلاد، يقع على ضفاف نهر نيرتيفا الفيروزي، ويعد من أرقى وأجمل الجسور التي بنتها الدولة العثمانية وتم الحفاظ عليها منذ ذاك العهد، حتى بعد ما أعيد بناؤه بعناية بعد الدمار والقذف في الصراع الكرواتي -البوسني

ويمثل مخبأ “تيتو” النووي في تلال المدينة أيضًا أحد أفضل الأسرار العسكرية في التاريخ اليوغوسلافي، وهو عبارة عن مخبأ للقنابل النووية تبلغ مساحته 6.500 متر مربع، وهو مفتوح الآن للجولات.

٥

موستار

تصنف على أنها أكبر مدينة في منطقة الهرسك، وواحدة من أفضل مناطق الجذب في البلد بأكملها، بل وإحدى جواهر شبه جزيرة البلقان دون منازع؛ بفضل مشهد مدينتها القديمة العثمانية المثيرة للإعجاب وستاري موست التي تحدثنا عنها مسبقًا.

لوحة فنية مكونة من ألوان خاصة انطلاقًا من بنايات دالماتيان وكنائس فرنسيسكان، إلى التصاميم الشرقية ومساجد أرابيسك في مشهد واحد جمالي خلاب.

فهي غزيرة بتفاصيلها بسبب تجميعها لتاريخ البوسنة من كل شقوقها البيزنطية والواجهات العثمانية، وينصح إذا قمت بزيارتها أن تعطيها بضعة جولات وأيام لتشاهد وتعايش كل تفاصيلها الخلابة، وتأكد من التعرف على بعض المعالم الخاصة مثل التمثال الذهبي لبروس لي.

٦

قرية وبلدة بلاجاي/تكية بلاغاي

وهناك البعض يطلق عليها أيضًا “بلاجاج”، وهي تقع في الفناء الخلفي لموستار على بعد 8 كيلومترات فقط، وتعد واحدة من أكثر المناطق التي يتم تصويرها وزيارتها في البلاد، وليس من الصعب معرفة السبب، فمع وجود المياه العذبة المتدفقة من نبع نهر بونا في مشهد ساحر منذ قديم الزمان حتى الآن، يجعلها بقعة صغيرة ساحرة لتناول القهوة أو الغداء البوسني.

وهي تقع في أعماق الممر الوعر لحوض موستار، مباشرة على الفور حيث ينفجر نهر بونا إلى الوجود من الأعماق الجوفية تحته، يقال عنها ” اذهب إلى الموقع الأكثر زيارة في البلدة على حافة مصدر بونا”؛ حيث يرتقي الطراز العثماني الجميل ليشكل النزل الصوفي الكبير هناك.

لماذا يطلق عليها تكية؟ حسنًا يمكنك القول إن لفظ “تكية” باللغة التركية تعني الاتكاء أو الاستناد إلى شيء، لالتقاط إحساس الراحة والاسترخاء، ومن هنا تكون التكية بمعنى مكان الراحة والاعتكاف، وهو حقيقي بالفعل، فالمكان ساحر ويبعث الهدوء والسكينة في النفس.

 

٧

Počitelj

هي جوهرة أخرى تعود إلى العهد العثماني في الهرسك، مع لمسة خاصة من القرون الوسطى، وتحظى بشعبية كبيرة بين الفنانين، حيث تستضيف آلاف الفنانين والممثلين الثقافيين من جميع أنحاء العالم، بشكل مستمر.

وهي جيدة للغاية للتجول السريع في البلدة القديمة، أو التسلق إلى حصنها الذي يطل على نهر نيريتيفا، تحيطك مجموعة خلابة من المعمار الهندسي المثير.

وقد تطورت القرية المحصنة في الغالب خلال الفترة من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر في ظل الحكم العثماني، رغم كونها قد صنفت من قبل المنظمة العالمية للآثار التذكارية، على أنها واحدة من أكثر 100 موقع للتراث الثقافي تعرض للخطر في العالم، ورغم ذلك فهي تمثل واحدة من أجمل القرى في كل أوروبا.

لماذا؟ لأن هناك العديد من المواقع ذات الأهمية التاريخية داخل القرية، والتي ترتبط عن طريق السلالم التي تتساقط في جميع الاتجاهات من خلال متاهة سريالية من منازل القرون الوسطى مع مداخن مستديرة مميزة فوق أسطح مكسوة مع ألواح حجرية غير منتظمة الشكل، هل تتخيل هذا المشهد؟ ولا تنسى الحدائق حيث الجوز والتين والكيوي وكذلك الرمان الذي ينمو بكثرة هناك.

ويهيمن على المشهد أيضًا، في الجزء المركزي من القرية، مسجد حاجي أليجا أو مسجد “Ibrahimišman Ibrahim-Paša”، وهو أحد المساجد المقفلة ذات الطراز العثماني الأكثر إثارة للإعجاب في البوسنة والهرسك، وقد اشتهر بخصائصه الصوتية الخاصة.

٨

تريبينيي

تعد تريبينيي، المدينة الواقعة في أقصى جنوب البلاد، قاعدة مثالية للمشاركة في بعض المغامرات الخفيفة في الهواء الطلق، والنزول ليوم واحد إلى كرواتيا ومونتينيجرو المجاورة -على بعد 30 كم تقريبًا من دوبروفنيك و40 كيلومترًا من هرسك نوفي-.

ولا يفوتك زيارة المدينة القديمة الجميلة هناك، ونهر “Trebisnjica” الهادئ المتعرج حيث يقطع وسط قلب المدينة التاريخي، إنه المكان المناسب الذي قد تحجز للبقاء فيه لبضع ليال فقط، حيث تمثل بقعة مثالية للاسترخاء.

مع مشاهدة مجموعة من الزخارف العثمانية الأنيقة والواجهات الشرقية الأصلية التي شيدت في القرن الثامن عشر، وجسر “Arslanagic” المقوس الجميل على حافة المدينة، جنبًا إلى جنب مع الكاتدرائية الصربية الأرثوذكسية الرائع على التلال.

كما يجب أن يكون المسافرون على يقين من أن يشاهدوا بقايا الحصون المتهدمة على التل، والذي يوفر مناظر شاملة لوادي النهر.

٩

نيوم

دون علم للكثيرين، توجد الشواطئ بالفعل في البوسنة وهي محصورة بينها وبين كرواتيا، وذلك في بلدة نيوم الساحلية الوحيدة في البلاد، يقال عنها “جوهرة البوسنة والهرسك”.

عليك أن تدرك أيضًا أنها قد تكون واحدة من أرخص العطلات الشاطئية التي يمكنك العثور عليها على البحر الأدرياتيكي، حيث تمثل منتجع خلاب في البوسنة والهرسك، والوحيد في الحقيقة المطل على البحر في البوسنة والهرسك.

١٠

فيشيغراد

أصبحت بلدة فيشيغراد الشرقية الصغيرة البوسنية معروفة للعالم بعد فوز إيفو أندريك بجائزة نوبل، بعد نشر روايته “الجسر على نهر درينا”، وتشتهر بجسرها المهيب ” محمد باشا سوكولوفيتش”، الذي يعود إلى القرن الـ 16 والمدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ويمتد على نهر درينا المحاط بالوديان الخضراء من الحجر الجيري، حيث يمكنك ممارسة العديد من النشطة البحرية الخاصة، وقضاء بعض اللحظات التي لا تنسى.

 

١١

حديقة أونا الوطنية

يحتضن منتزه أونا الوطني الحدود الغربية للبلد مع كرواتيا، بالقرب من مدينة بيهاتش، حيث يتوفر ركوب الدراجات، وإمكانية ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة، ولكن مهمًا فعلت، لا تفوت نقطة الجذب الرئيسية هناك، وهو “Štrbački Buk”، أكبر شلال على نهر أونا.

 

١٢

بحيرة بروكوشكو

تقع هذه البحيرة على جبال فرانيكا، في منطقة تعرف باسم “Switzerland of Bosnia”، أي سويسرا البوسنة، وهي مكان رائع لك إذا كنت من محبي الطبيعة أو تشعر وكأنك تحتاج إلى استراحة من العالم على ارتفاع 1636 متر فوق مستوى سطح البحر.

حيث يمكنك الذهاب في جولة ممتعة وخلابة حول البحيرة مراقبًا لمشهد المياه الكريستالية محيطًا بك، يخالها الحياة البسيطة الفطرية الخالية من مظاهر المعمار والتغيير الإنساني، بسيطة للغاية تبعث الراحة والسكينة في النفس.

١٣

ترافنيك

إن مدينة ترافنيك متوسطة الحجم، تشتهر بنهر لازفا الهائج، وتتدفق عبر الجبال الوسطى للبوسنة والهرسك، حيث تعمل على تحقيق التوازن بين ماضيها المثير للاهتمام كعاصمة ومعقل الوزراء السابقين لهذه المنطقة الفرعية العثمانية القديمة، وبين حاضرها الجذاب كبقعة مثالية للمغامرين لممارسة بعض الرياضات الخاصة.

فالجانب الأول يتجلى بمجموعة غريبة من الصروح والآثار التقليدية على الطراز الشرقي، وهما برجان على الطراز العثماني -فريد من نوعه في جميع أنحاء البلاد-، وقلب البلدة القديمة التي تعود إلى القرن الخامس عشر، وحديثًا عن الجانب الثاني فيتمثل في المنازل على سفوح جبل فلاسيتش في الأفق، حيث يعد الآن أحد أكثر وجهات التزلج والمشي لمسافات طويلة في جنوب أوروبا.

١٤

ياهورينا

تعتبر موطن خاص في مجال التزلج بأوروبا، حيث تجذب إليها محبي الثلج والمتنزهين على الجليد وسط المستويات العليا الممتدة من جبال الألب الدينارية.

وبالطبع، وبالطبع تتوفر العديد من المصاعد والممرات السياحية الهوائية الخاصة للزوار والمسافرين، فيما لا يقل عن 10 كراسي وجندول مخطط لخدمة 30 كيلومترًا من مسارات جبال الألب.

ولا يظهر لمعانها فقط عندما يسقط الثلج؛ بل يمكنك في الأوقات المواسم العادية غير الشتوية ممارسة هواية الصيد، بل يمكنك أيضًا مشاهدة عجائب ما قبل التاريخ لنظام الكهوف في هذه المنطقة، جنبًا إلى جنب مع مدينة “Pale” الجميلة التي تأتي من الوادي أدناه

١٥

بانيا لوكا

بعد أن تضررت كثيرًا من الزلزال والحروب، لم تحتفظ بانيا لوكا -وهي عاصمة غير معروفة إلى حد كبير في البوسنة والهرسك -بالكثير من الثراء العثماني والسلافية التاريخي الذي كانت عليه في الماضي، باستثناء عدد قليل من الأحجار الكريمة التي أعيد بناؤها مثل كاتدرائية سانت بونافنتور، ومسجد اليونسكو القديم فرحات باشا.

 

١٦

شلالات كرافيتشي

إن سلسلة شلالات كرافيتشي ليست فقط واحد من عجائب هذه البلاد، بل أيضًا واحدة من جواهر أوروبا الخالدة، وهي تتدفق في مجاري لا حصر لها عبر التلال الخضراء جنوب موستار.

وتجذب العديد من محبي مغامرات الغوص حول العالم، وكذلك الأسر والعائلات يمكنهم إيجاد فرصة ممتازة لقضاء بعض الوقت هناك.

قد يكون من الجرأة أيضا محاولة تجريبك للأرجوحة الحبلية في هذا الموقع وسط الضباب المتكون من حولك، وأفضل طريقة للوصول إلى كرافيتشي من مدينة “Ljubuski” القريبة، في حين أن البعض الآخر يمكنه استئجار سيارة من حدود موستار والقيادة عبر غابات التنوب الكثيفة.

المزيد من المقالات عن قارة أوروبا

 

 

أيمن الشعشاعي

الصفحة الرئيسية اكتشف

البوسنة والهرسك جوهرة سياحية أخرى مخفية في أحضان القارة الأوروبية بانتظار من يكتشفها