التراث المعماري في القاهرة .. اكتشف منشآت حضارية ذات تاريخ عريق باقي إلى اليوم!

بقلم أسامة عبد العزيز

  ●   ١٤ سبتمبر ٢۰١٩

السياحة الثقافية

التراث المعماري في القاهرة .. تمتلك القاهرة تراثًا معماريًا لا تستطيع منافسته سوى القليل من مدن في العالم. هناك مساجد وقلاع وأبراج وغيرها من الأمثلة المعمارية التي يعود بعضها لقرون ولم تفقد بعد سحرها الأصلي. زيارة هذه المنشآت هو بمثابة السفر إلى الماضي. إليك مجموعة من أفضل الأعمال المعمارية في عاصمة مصر مع تاريخها الفريد.

التراث المعماري للقاهرة

1. قصر عابدين

قصر عابدين

يعد قصر عابدين تحفة تاريخية نادرة بالشكل الي حوله إلى متحف يعكس الفخامة التي شيد بها القصر والأحداث الهامة التي شهدها منذ العصر الملكي وحتى قيام ثورة يوليو 1952. ويحرص الكثير من المهتمين بالمتاحف على زيارته حيث يعد من أهم وأشهر القصور التي شيدت خلال حكم أسرة محمد علي باشا لمصر حيث كان مقراً للحكم من العام 1872 حتى العام 1952.

وشهد القصر أحداثاً لها دوراً كبيراً في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، كما أنه يعد البداية الأولى لظهور القاهرة الحديثة ففي نفس الوقت الذي كان يجرى فيه بناء القصر أمر الخديوي إسماعيل بتخطيط القاهرة على النمط الأوروبي من ميادين فسيحة وشوارع واسعة وقصور ومباني وجسور على النيل وحدائق غنية بالأشجار وأنواع النخيل والنباتات النادرة.

وكان الخديوي إسماعيل قد أمر ببناء قصر عابدين فور توليه الحكم في مصر العام 1863، ويرجع اسم القصر إلى عابدين بك أحد القادة العسكريين في عهد محمد علي باشا وكان يمتلك قصراً صغيراً في مكان القصر الحالي فاشتراه إسماعيل من أرملته وهدمه وضم إليه أراضي واسعة ثم شرع في تشييد هذا القصر.

2. مسجد الحاكم بأمر الله

مسجد الحاكم بأمر الله

جامع الحاكم بأمر الله مسجد بني عام 380 هـ في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي بدأ في سنة 379هـ (989م) في بناء مسجد آخر خارج باب الفتوح ولكنه توفى قبل اتمامه فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله 403هـ (1012-1013م) لذا نسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم.

وصف المسجد

يبلغ طوله 120,5 مترا وعرضه 113 مترا فمساحته أقل من مساحة جامع عمرو وفي نهايتى واجهته البحرية (الشمالية الغربية) وتوجد المئذنتان ويحيط بهما قاعدتان عظيمتان هـرميتا الشكل وتتركب كل قاعدة من مكعبين يعلو أحدهما الآخر والمكعب العلوى موضوع إلى الخلف قليلا فوق السفلى ويبلغ ارتفاع الأخـير ارتفاع أسوار الجامع وتبرز من كل من المكعبين العلويين مئذنة مثمنة الشكل وفي منتصف هـذه الواجهة البحرية وبين المئذنتين يوجد مدخل الجامع الأثرى وهـو أول مدخل بارز بنى في جامع القـاهـرة يغطيه قبو اسطوانى عرضه 48ر3 مترا وطوله 50ر5مترا وفي نهايته باب عرضه 21ر2مترا ومعقود بعقد أفقى من الحجر وهـذا العقد والحائط الموجود فيه حديثا البناء ويوجد في المدخل عن اليمين وعن اليسار بقايا نقوش بديعة ارتفاعها 60ر1مترا تكون طبانا في المدخل ويؤدى المدخل إلى صحن الجامع الذي تحيط به الأواوين.

3. برج القاهرة

برج القاهرة

برج القاهرة (ويُطلق عليه أحيانًا: «برج الجزيرة») هو برج يقع في العاصمة المصرية القاهرة، تم بناؤه بين عامي 1956 و1961 من الخرسانة المسلحة على تصميم زهرة اللوتس المصرية، من تصميم المهندس نعوم شبيب، ويقع في قلب القاهرة على جزيرة الزمالك بنهر النيل.

يصل ارتفاعه إلى 187 متراً وهو أعلى من الهرم الأكبر بالجيزة بحوالي 43 مترا. يوجد على قمة برج القاهرة مطعم سياحي على منصة دوارة تدور برواد المطعم ليروا معالم القاهرة من كل الجوانب.

ويعد من أبرز معالم القاهرة والذي يقع في منطقة الجزيرة برج القاهرة الذي ويتكون من 16 طابقاً ويقف على قاعدة من أحجار الجرانيت الأسواني التي سبق أن استخدمها المصريون القدماء في بناء معابدهم ومقابرهم، وتستغرق الرحلة داخل مصعد البرج للوصول إلى نهايته 45 ثانية لتشاهد عندما تقف على القمة بانوراما كاملة للقاهرة، الأهرامات، مبنى التلفزيون، أبي الهول، النيل، قلعة صلاح الدين، الأزهر وفي الطابق 14 مطعم.

4. معبد بن عزرا

معبد بن عزرا

كنيس بن عزرا هو أحد المعابد اليهودية المصرية. ويقع في منطقة الفسطاط (حي مصر القديمة). ويعد واحد من أكبرها وأهمها، وخصوصا مع تولي الحكومة المصرية له بالرعاية وترميمه، وتحويله لأثر ومزار سياحي. ونظرا لاحتواء مكتبته على نفائس الكتب والدوريات اليهودية التي تؤرخ لوجود طائفة اليهود في مصر.

المعبد في الأساس كان كنيسة تسمى “كنيسة الشماعين” وقد باعتها الكنيسة الأرثوذكسية للطائفة اليهودية، عندما مرت بضائقة مالية نتيجة لزيادة الضرائب التي فرضت عليها وقتها، وسمي المعبد بهذا الاسم نسبة إلى “عزرا الكاتب” أحد أجلاء أحبار اليهود، ويسمى أحيانا بمعبد الفلسطينيين، أو معبد الشوام. ويعرفه الباحثون واليهود المحدثين “بمعبد الجنيزا” نسبة إلى مجموعة وثائق الجنيزا الشهيرة التي وجدت به عام 1890.

5. قلعة صلاح الدين الأيوبي

 قلعة صلاح الدين الأيوبي

شرع صلاح الدين الأيوبي في تشييد قلعة فوق جبل المقطم في موضع كان يعرف بقبة الهواء. ولكنه لم يتمها في حياته. وإنما أتمها السلطان الكامل بن العادل. فكان أول من سكنها هو الملك الكامل واتخذها داراً للملك. واستمرت كذلك حتى عهد محمد علي باشا.

و في الضلع الغربي للقلعة، يوجد الباب المدرج وفوقه كتابة تشير إلي بناء هذه القلعة، ونصه ” بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بإنشاء هذه القلعة الباهرة، المجاورة لمحروسة القاهرة التي جمعت نفعاً وتحسيناً وسعة علي من ألتجأ إلي ظل ملكه وتحصيناً، مولانا الملك الناصر صلاح الدنيا والدين، أبو المظفر يوسف بن أيوب محيي دولة أمير المؤمنين في نظر أخيه وولي عهده، الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد خليل أمير المؤمنين، علي يد أمير مملكته، ومعين دولته، قراقوش ابن عبد الله الملكي الناصري في سنة تسع وسبعين وخمسمائة “.

و حفر صلاح الدين في القلعة بئراً يستقي منها الجيش وسكان القلعة إذا مُنع الماء عنها عند حصارها. وهي أعجب ما تم من أعمال لأن البئر محفور في الصخر بعمق 90 متر من مستوي أرض القلعة، وهذا يتطلب جهد كبير في ذلك الوقت.

تعتبر قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى فموقعها استراتيجي من الدرجة الأولى بما يوفره هذا الموقع من أهمية دفاعية لأنه يسيطر على مدينتي القاهرة والفسطاط، كما أنه يشكل حاجزاً طبيعياً مرتفعاً بين المدينتين كما أنه بهذا الموقع يمكن توفير الاتصال بين القلعة والمدينة في حالة الحصار كما أنها سوف تصبح المعقل الأخير للاعتصام بها في حالة إذا ما سقطت المدينة بيد العدو.

مر بهذه القلعة الشامخة الكثير والعديد من الأحداث التاريخية حيث شهدت أسوارها أحداثاً تاريخية مختلفة خلال العصور الأيوبية والمملوكية وزمن الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م، وحتى تولى محمد علي باشا حكم مصر حيث أعاد لها ازدهارها وعظمتها. كان السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب أول من فكر ببناء القلعة على ربوة الصوة في عام 572 هـ/1176م حيث قام وزيره بهاء الدين قراقوش الأسدي بهدم المساجد والقبور التي كانت موجودة على الصوة لكي يقوم ببناء القلعة عليها حيث قام العمال بنحت الصخر وإيجاد خندقاً اصطناعياً فصل جبل المقطم عن الصوة زيادة في مناعتها وقوتها.

6. ستاد القاهرة الدولي

ستاد القاهرة الدولي

أسس عام 1958 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر تحت اسم ستاد ناصر، استمر بناء الاستاد على مدار 3 سنوات بتكلفة إجمالية 3 ملايين جنيه وكان من أكبر الملاعب في أفريقيا والشرق الأوسط في ذلك الوقت، كما ضم لوحة نتائج إلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية بالإضافة إلى أربعة أبراج إضاءة عملاقة.

جدد عام 2004 بمبلغ مائة وخمسون مليون جنيه. وقد شهد هذا الملعب كأس الأمم الأفريقية لعام 2006 والتي فازت بها مصر ويتسع إلى 75,000 متفرج.

تصميمه

يعتبر ستاد القاهرة الدولي هو الأول من نوعه ذو المعايير الأوليمبية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ويقع في منطقة مدينة نصر شمال شرق القاهرة قام بتصميمه المهندس المعماري الألماني “فيرنر مارش”وهو نفس المهندس الذي قام بتصميم الاستاد الأولمبي في برلين الذي استضاف دورة الالعاب الأولمبية في سنة 1936، وقد اكتمل بناؤه عام 1960 وافتتحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في احتفالات ثورة يوليو في نفس العام.

وفي عام 2005 طور ستاد القاهرة لكي يلائم المعايير الأوليمبية القياسية الجديدة في القرن الحادي والعشرين حيث شهد بعدها بعام بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006. ويقع الاستاد على بعد 10 كيلومترات من مطار القاهرة الدولي و 30 كليومتر من وسط مدينة القاهرة. ويمثل ستاد القاهرة علامة هامة في البنية الرياضية المصرية حيث تقام أهم المباريات المصرية على عليه حيث يشهد كل عام مباريات القمة بين النادي الأهلي ونادي الزمالك ومباريات منتخب مصر لكرة القدم.

وتم تطويره عام 2019 لاستضافته كأس الأمم الأفريقية 2019 بمصر.

وعلى الرغم من ذلك فإن إنشاء استاد برج العرب قرب مدينة الإسكندرية والذي يتسع رسمياً لأكثر من 80 ألف متفرج سيبعد استاد القاهرة في تصنيف المنشآت الرياضية المصرية ويعتبر ستاد برج العرب أحدث إنشاءً من ستاد القاهرة ويعتبر الأكبر في مصر وأفريقيا.

7. فندق ماريوت القاهرة

فندق ماريوت القاهرة

فندق ماريوت القاهرة، أحد الفنادق التاريخية في القاهرة، وهو فندق كبير ذو خمسة نجوم يقع في منطقة الزمالك في أرض الجزيرة الواقعة على نهر النيل بالقاهرة في مصر، وكان هذا الفندق يعرف أصلاً بقصر الجزيرة الذي بناه الخديوي إسماعيل لاستقبال ضيوف احتفالات إفتتاح قناة السويس.

بنى الخديوي إسماعيل قصر الجزيرة عام 1869 ليكون المقر الرسمي لضيوف احتفالات إفتتاح قناة السويس وخاصة ضيفة الشرف الامبراطورة أوجيني زوجة الامبراطور نابليون الثالث، وقد صمم القصر المهندس المعماري الألماني جوليوس فرانز وقام بأعمال الديكور المهندس “كارل فون ديتش” الذي جلب أفخم ما يمكن الحصول عليه من ديكورات واكسسوارات من باريس وبرلين في ذلك الوقت. وقد كلف ذلك ثلاثة أرباع المليون جنيه.

وفي عام 1879 بيع القصر لشركة الفنادق المصرية لسداد جزء من ديون الخديوي إسماعيل وتم تحويله إلى فندق قصر الجزيرة ، وبعد إنهيار الحركة السياحية في مصر أثناء الحرب العالمية الأولى قررت الشركة المالكة بيع القصر في عام 1919 إلى أحد الأمراء اللبنانيين وهو الأمير حبيب لطف الله الذي حوله إلى سكن خاص، وفي عام 1962 تم تأميم القصر وتحويله مرة أخرى إلى فندق باسم فندق عمر الخيام ثم في بداية السبعينيات تولت شركة ماريوت العالمية إدارة الفندق.

8. دار الأوبرا المصرية

دار الأوبرا المصرية

بنيت دار الأوبرا بأمر من الخديوي إسماعيل للاحتفال بافتتاح قناة السويس وقام المعماريان «بيترو أفوسكاني» (من ليفورنو) و«روتسيي» بتصميم مبني الأوبرا. وقد صنعت من الخشب وكانت تسع 850 مقعدا. أما موقعها فكان بين منطقة الأزبكية وميدان الإسماعيلية (ميدان التحرير حاليا) في عاصمة مصر.

تم اختيار معزوفة ريغوليتو (بالإيطالية: Rigoletto) لجوزيبي فيردي لكي تكون أول عزف في حفل افتتاح الأوبرا في 1 نوفمبر 1869، لكن الخديوي إسماعيل كان يخطط في احتفال أكثر فخامة لافتتاح الأوبرا، بعد أشهر من التأجيل وبانتهاء الحرب البروسية – الفرنسية، تم تقديم عمل فيردي الأوبرالي عايدة في افتتاح عالمي في دار الأوبرا الخديوية في 21 ديسمبر 1871.

في ساعات الصباح الباكر من يوم 28 أكتوبر 1971، احترقت دار الأوبرا عن آخرها. ودمر المبني المصمم من الخشب، في حين لم ينجَ من الحريق سوى تمثالان من تصميم محمد حسن.

بعد أن دمرت دار الأوبرا الأصلية، ظلت القاهرة بدون دار للأوبرا قرابة العقدين من الزمن، إلى أن تم افتتاح دار أوبرا القاهرة في 1988.

موقع دار الأوبرا القديمة لا زال موجودا، إلا أنه قد تم بناء مرآب متعدد الطوابق للسيارات ذا شكل “عادي”، بعكس الشكل المميز الذي كان يميز دار الأوبرا، لكن الميدان الذي كانت الأوبرا تطل عليه لا زال يحتفظ باسمه القديم (ميدان الأوبرا).

9. المتحف المصري

المتحف المصري

المتحف المصري هو أحد أكبر وأشهر المتاحف العالمية، ويقع في قلب العاصمة المصرية “القاهرة” بالجهة الشمالية لميدان التحرير. يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1835 وكان موقعه حينها في حديقة الأزبكية، وكان يضم عدداً كبيراً من الآثار المتنوعة، ثم نقل بمحتوياته إلى قاعة العرض الثانية بقلعة صلاح الدين، حتى فكر عالم المصريات الفرنسي أوجوست مارييت الذي كان يعمل بمتحف اللوفر في افتتاح متحفٍ يعرض فيه مجموعة من الآثار على شاطئ النيل عند بولاق، وعندما تعرضت هذه الآثار لخطر الفيضان تم نقلها إلى ملحق خاص بقصر الخديوي إسماعيل بالجيزة، ثم جاء عالم المصريات جاستون ماسبيرو وافتتح عام 1902 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني مبنى المتحف الجديد في موقعه الحالي في قلب القاهرة.

يعتبر المتحف المصري من أوائل المتاحف في العالم التي أسست لتكون متحف عام على عكس المتاحف التي سبقته، يضم المتحف أكثر من 180 ألف قطعة أثرية أهمها المجموعات الأثرية التي عثر عليها في مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى في دهشور عام 1894، ويضم المتحف الآن أعظم مجموعة أثرية في العالم تعبر عن جميع مراحل التاريخ المصري القديم.

  احجز رحلتك إلى القاهرة  احجز فندقك في القاهرة

تمتع بأفضل عروض الرحلات الجوية على متن أفضل خطوط طيران العالم وبأفضل الأسعار، وتحقق من قوائم الفنادق لشتى الوجهات حول العالم:

زر موقع رحلات

إقرأ أيضًا:

سافر إلى أفضل ٢٠ وجهة رائعة حول العالم بأرخص الأسعار مع رحلات!

برنامج رحلة لـ 7 أيام في تونس .. استمتع بتجربة رائعة في لؤلؤة شمال أفريقيا المتلألأة!

فوائد السفر .. اكتشف أبعاد ثقافية وإنسانية تجعل من السفر مفهوم أصيل المغزي والهدف!

أسامة عبد العزيز

أشياء شهيرة يجب القيام بها

المدن الشهيرة

الصفحة الرئيسية اكتشف

التراث المعماري في القاهرة .. اكتشف منشآت حضارية ذات تاريخ عريق باقي إلى اليوم!